خطاب جموع المحامين الرافضين لتعديل قانون المحاماه لرئيس الجمهورية


القاهــــــــرة 20 يـــوليـــــــــــو 2019م


السيد رئيس جمهورية مصر العربية
الرئيس/ عبدالفتاح السيسي

تحية طيبة وبعد،،

نداء إلى سيادتكم برفض التصديق على تعديل قانون المحاماه، وإعادته للمناقشة من جديد.

السيد الرئيس  :
    نكتب إليكم نحن محامون مصر الحريصون على مصلحة الوطن .. الشاغل الأول لنا، ولا نخفي عليكم قلقنا على مصلحة نقابة المحامين، والتي هي جزء لا يتجزأ من الوطن.

السيد الرئيس :
    في ظل إنشغال المحامين بقضايا الوطن المتشعبة الفروع، مرت تعديلات على قانون المحاماة من تحت قبة البرلمان بتاريخ ١٥ يوليو ٢٠١٩م، وأرسلت إلى سيادتكم بعد هذا التاريخ للتصديق عليها.

    وحيث أن جموع محامين مصر لم تتطلع على نصوص تلك التعديلات، وقد أقر نقيب المحامين الحالي، بأن كل ما ينشر حولها غير صحيح، وأن المحامين سيعلمون مضمونها بعد أن يتم التصديق عليها، في ظل إستخفاف غير مسبوق بجموع المحامين، وهو أمر لا تقبلون به سيادتكم، ولا يقبل به المحامون على أنفسهم.

    بيد أن مضمون تلك التعديلات، والذي لا يقبل الشك، أنها تسمح للنقيب الحالي بالبقاء في مقعده بعد أن قضى قرابة عشرون عاماً، ليبقى لفترات لا يعلمها إلا الخالق، ومثل هذا الأمر يعد جوراً على حق المحامين، ووصاية عليهم، من فرد ومجموعة تعينه على الظلم، وهو ما لا تقبلوه أنتم علينا، ولا نقبله نحن على أنفسنا.

   وبناء على ما سبق فقد أنشأنا صفحة (عبر فيس بوك) تحمل إسم مقدمة الخطاب، مطالبين المحامين بالإنضمام إليها، وبعد أن شارفنا على ألف محام عضو، ولا زلنا نستقبل العديد منهم، فقد وجدنا أن نرسل إليكم بخطابنا هذا، لتعلموا أن لنا موقف واحد، وأننا نخشى على الوطن ونقابتنا من تلك التعديلات الجائرة.

السيد الرئيس :  
    نعلم علم اليقين  أن المستفيدين من هذه التعديلات الظالمة، واللذين يشيعون بين جموع المحامين "أنهم يعملون بمساندة منكم"، أنهم كاذبون فيما إدعوا وإفتروا، ولولا يقينُنا بذلك، ما كنا خاطبنا سيادتكم، وإن رفضكم للتصديق على تعديلات قانون المحاماة سيكون البينة على كل كاذب مختلق لشائعات لا تمت للحقيقة بصلة.

السيد الرئيس :
    ليس لنا في خطابنا هذا أي مصلحة نبتغيها، إلا مصلحة الوطن، ومصلحة نقابة المحامين، الدرع القانوني الواقي له، والتاريخ خير شاهد على ما نقول، فكم كان لنا من صولات وجولات إنتصاراً للأمة، فقد كنا حائط صد لمخاطر، ومؤامرات أُحيكت بالوطن، وكنا أداة بناء ومشروع نهضة في شتى المجالات، وعلى كافة المستويات منذ تأسيس النقابة عام ١٩١٢م، وحتى تاريخه.

السيد الرئيس :
    إن خطابنا هذا يأتي إليكم، وحالنا وحال نقابتنا في يسير من سيء لأسوأ، منذ قرابة العشرين عاماً، وقد ازددننا سوءاً، خلال الأربعة أعوام الماضية، وهي فترة آخر مجلس نقابة منتخب بذات النقيب.

السيد الرئيس :
    إن محامين مصر مفعمون بالأمل، بأن ترفضوا التصديق على تعديلات قانون المحاماة، وأن تعيدوه للمناقشة من جديد،  وتأمرون بأن يكون للمحامين دور بالمشاركة في تعديلاته، بما يسمح بحماية وحصانة المحامين أثناء عملهم، ويضمن وجود علاقة تتسم بالإحترام فيما بين المحامين، وبين القضاء والنيابة والشرطة، ويرفع من شأن المحامين إقتصادياً، وإجتماعياً، فنحن صورة بيضاء للوطن، وما كنا إلا لنعلوا من شأنه، ونفتديه بأنفسنا.

السيد رئيس الجمهورية :

    إن دعوتنا دعوة حق، للوطن ونقابة المحامين، وجميعنا مؤمن بأن الحق سيأتي، وأن الباطل سيزول.

    إن موقفكم مع المحامين وإنتصاركم لهم، سيذكره التاريخ بحروف من نور،  وستتناقله أجيال وأجيال من رجال القضاء الواقف، فالمحامون يذكرون على مدار التاريخ مواقف الحق التي إنتصرت لغيرهم، فكيف بهم سيذكرون موقفكم وقد إنتصرتم لهم.

عاشت مصر
وعاشت نقابة المحامين حرة مستقلة

عن جموع المحامين الرافضـيـن للتعديـــل
شـــــادي طلعـــــــت المحـــــــــــامــــــــي